من منا لم يشاهد هذا الكرتون الظريف الخفيف ؟
أزعم أن أطفال العالم أجمع قد تربوا علي هذه المغامرات اللذيذة بين توم وجيري من منا لم يتعاطف مع جيري المسكين الذي يحاول جاهدا أن يعيش في سلام من خلال مأوي بيسط وغذاء بينما يسعي توم دائما للإقلال من راحته والتحامل عليه وطرده من منزله
إن هذه هي الصورة ببساطة والإنطباع الذي تعايشنا معه طوال تلك السنوات الماضية في قصة القط والفأر فـ جيري هو مثال للخير .. بينما توم هو مثال الشر لو سألت أي طفل صغير أو حتي رجل كبير لأجاب هذه الإجابة بلا تردد أو تفكير
لكن في واقع الأمر أن جيري هو مثال الشر وليس توم ولكن استطاع الإعلام ان يوصل الرسالة التي ارادها بكل فن ومهارة وابتلعنا جميعا الطعم ان جيري فأر ” مستوطن ” للمنزل .. ضيف غير مرغوب فيه .. يسرق الجبن ويكسر الأثاث بينما يحاول توم طرد هذا الفأر الذي يعتبر عدوا لكل ربة منزل لكن الصورة التي تم نقلها بأن هذا فأر مسكين لا يستطيع أن يحيا بسلام مع قط شرير يحاول الحفاظ علي ممكتلكات المنزل
في الوقت الذي اجاز فيه كاتب القصص ان يسرق الفأر من أكل البيت ليخرج منتصرا ناجيا بفعلته في نهاية كل حلقة تقريبا .. لا يجيز ذلك لتوم الذي دائما ما يقع أسير فعلته
رغم أن كل ذنبه هو حماية البيت من اللص مصورا توم علي أنه أحمق غبي .. وجيري هو الأذكي والأفضل قد تبدو قضية صغيرة بالنسبة للبعض .. بينما هو واقع الصناعة الإعلامية منذ الأزل والتي يتحكم في أكثر من 80% منها وكالات صهيونية إن الصناعة الصهيونية للإعلام لم تعتمد علي عدم نقل الخبر .. لكنها فعلا تقوم بنقله ولكن من الزاوية التي تريدها فقط .. لتوهمك أن هذا هو العالم
الإعلام هو السلاح الذي فطن له أعداؤنا منذ عشرات السنين حتي أصبحوا يملكون مقاليده في الداخل قبل الخارج ينشرون به الشائعات ويغيرون به القناعات إحذر أخي القارئ أن تكون متعاطفا يوما مع من يسرق الجبن فعندك سلاح العقل الذي تسطيع أن تميز به الخير من الشر .. والحق من الباطل
أخي الكريم لقد تم تزييف التاريخ وتشويه الشخصيات الوطنية وتقديس العملاء والخونة وتقديمهم علي أنهم أبطال حموا أوطاننا من الإستعمار مع أنهم قدموه لقمة سائغة لأعدائنا
نحن علي موعد مع معركة أخري وهي إستردار الحقيقة و التاريخ من خلال إعلام مزيف
---------------------------------------
الهدف من هذه المقالة ليست لإقناع القارئ أن توم وجيري ماسونية أو أن هذا الكرتون ينفذ نظرية المؤامرة ولكن محاولة خفيفة ولطيفة لتسليط الضوء علي الصناعة الإعلامية ودورها في توجيه الرأي العام ولا سيما في قلب الحقائق